فضل عمارة المساجد — كتاب دروس المساجد

عباد الله: إن هذا المسجد الذي نصلي فيه اليوم إنما هو ثمرة سير على هذا النهج، ثمرة دعم المحسنين من أهل الخير وفقهم الله وسدد خطاهم، وبارك في أعمارهم وأموالهم، فجزا الله خيرًا كل من كل من أعان على هذا البناء بمال أو قطعة أرض أو فرش أو تأثيث أو جهد أو أي أمر آخر من حاجات هذا المسجد. تقبل الله منا ومنهم، وجعل ذلك في موازين حسناتهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنهم قصور الجنة. ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى لمن كان له نصيب من عمارة هذا المسجد من الأموات أن يوسع له في قبره وينور له فيه يسكنه فسيح جناته وييسر حسابه وييمن كتابه ويرفع درجته ويعلي منزلته في الجنة. كما نسأله سبحانه لمن كان منهم حيًا أن يبارك له في عمره وأن يوسع له رزقه ويغفر له ذنبه ويستر عيبه وينفس كربه ويفرج همه ويشرح صدره وييسر له أمره ويطهر قلبه ويكشف ضره. الخطبة الثانية عباد الله: إن عمارة بيوت الله من صفات المتقين، وعلامات المؤمنين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].

في فضل عمارة المساجد

  • فضل بناء المساجد وتعميرها وصيانتها - طريق الإسلام
  • فضل بناء المساجد وعمارتها في الإسلام |
  • فضل عمارة المساجد والمشي إليها - صحيفة الوطن

فضل شاكر

ساعات المساجد الالكترونية في مصر

فضل بناء المساجد وتعميرها وصيانتها - طريق الإسلام

المساجد

ساعات المساجد الالكترونية في مصر

وقوله: ((من بنى مسجدًا)) هو للعموم، بشأن الباني وشأن المسجد فيدخل فيه كل من ساهم في بناء المسجد أو توسعته، يدخل فيه الصغير والكبير والرجل والمرأة وكل من له سهم أيًا كان في عمارة المسجد أو توسيعه. وجاء في بعض الروايات في صفة المسجد: ((صغيرًا أو كبيرًا))، وفي رواية أخرى: ((ولو كمفحص قطاة))؛ أي: ولوكانت سعته كما تفحص القطاة، وهي الطائر المعروف فتضع بيضها، وحمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة؛ لأن المكان الذي تفحص القطاة عنه لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه. وقيل بل هو على ظاهره والمعنى أن يزيد في مسجد قدرًا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر. أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر وهذا كله بناء. ويدخل في معنى البناء الأمر اليسير كتحويط الأرض بالحجارة كالمساجد في طرق المسافرين، وهو أمر لا يستهان به فهو داخل في عموم بناء المساجد وحصول الأجر المترتب على ذلك، فبناء كل شيء بحسبه، ويؤيد ذلك ما ورد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((من بنى لله مسجدًا؛ بنى الله له بيتًا في الجنة)). قلتُ: يا رسول الله، وهذه المساجد التي في طريق مكة؟ قال: ((وتلك)).

شيخ-قبيلة-حرب