حقوق الوالدين على الابناء

[١] الحقوق في الأسرة شَرَعَ الإسلامُ بِعدالَتِهِ أحكاماً خاصَّة بكلِّ مُكوِّنٍ يَقَعُ ضمنَ حدودِهِ من مسائِل الأسرةِ والمُجتَمعِ وما يتعلَّقُ بهما، ومن ذلكَ أنَّ لكلَّ فردٍ في هذه التَّنظيماتِ حقوقاً يَستَحقُّها بوجودِه ومَكانتِه وارتِباطاتِه، فحقوقُهُ مَضمونةٌ صيغَت بالكِتابِ العَظيمِ المُنزلِ من عندِ اللهِ على نبيِّه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، أو اشتَملَتها سُنَّةُ الرَّسولِ الكريمِ لِتبيّنَ للعِبادِ عدل الإسلامِ وتكفُّلِه بإيتاءِ الحقوقِ وتمامِها، كما ضَمِنَ الحقوقَ ونظَّمها، وحدّد الواجبات اللازِمةِ والواجِبةِ على الأفرادِ ذاتِهم، لِيسعى كُلُّ فردٍ بأداءِ واجِباتِه تجاهَ باقي المُكوِّناتِ ويَنالَ منها حقوقَهُ، فتتحقَّقُ العدالةُ والنِّظامُ اللَّذينِ يقومُ عليهما المُجتمعُ والأسرةُ وتتفاعلُ بهما الحياةُ والعلاقاتُ فلا يَطغى أحدُ المُكوِّناتِ على الآخر. [٢] واجباتُ الآباء نَحو الأبناء مِمَّا اشتَملهُ الإسلامُ في نِظامِهِ حقوقَ الآباءِ على أبنائِهم وحرصِهِ على سلامةِ العلاقةِ بينَهم، وواجباتِ الآباءِ تجاهَ أبنائِهم وسلامةِ توجيهِهِم وتنشئتهم، ومن الواجباتِ التي خصَّ الإسلامُ بها الأبناءَ مِن آبائهم الآتي: [٣] حُسنُ اختيارِ الزَّوجِ لزوجتِه: الزوجة هي التي ستكونُ أمَّاً، وتقعُ على عاتِقها تربية الأبناء، فإن صَلحت الأمُّ صلُحت تنشئة الأبناءِ وحَسُن تأديبهم، فمن واجباتِ الأب نحو أبنائه حُسن اختيارَ أمِّهم بما يُحقِّقُ لهم الخير والفضل ويُجنِّبهم العارَ والسُّخرية وسوء الحديث، وفي ذلكَ قولُ الرَّسولِ عليه الصَّلاة والسَّلام: (تُنكَحُ المرأةُ على مالِها وتُنكَحُ المرأةُ على جمالِها وتُنكَحُ المرأةُ على دِينِها خُذْ ذاتَ الدِّينِ والخُلقِ ترِبَت يمينُك) [٤] حسنُ اختيار الاسم: من حقوق الأبناء أن يُحسن الآباء اختيارِ أسمائهم؛ فيُسمِّي الوالِدُ وَلده بما يليقُ ويُحمد، ليكون اسمه مبعَثَ فخرٍ وكرامة، ويَجبُ على الوالد أن يَكفي وَلدهُ عار الاسمِ وسُخريَته، ويجنِّبه الأذى من الاختيار السيئ، فلا يُسمّيه بما لا يصحُّ معناهُ ولا ما يَكونُ دافعاً لِذكرهِ بسوءٍ فيجلبُ العار له ويَحطُّ من مقداره.

حق الوالدين على الأولاد

1- إيناسهما وإدخال السرور عليهما شرط للهجرة والجهاد. جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما))[رواه الترمذي بسند حسن صحيح]. وإذا كان هذا في عظائم الأمور فلا تسأل عما دون ذلك؟ 2- بر الوالدين وفاء وقربة وهو طريق إلى الجنة. - روى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف)) قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((من أدرك والديه أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة)). 3- رضا الرب في رضاهما وسخط الرب في سخطهما ودعوتهما لك لا ترد وأين أنت من بسط الرزق والفسحة في الأجل. - روى البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه)). وهل هناك أقرب من الوالدين وأولى منهما بالصلة؟ 4- الجزاء من جنس العمل. جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((بروا آباءكم تبركم أبناءكم)). 5- بر الوالدين سبب لكشف الكربات، وزوال الهموم والملمات. ففي الحديث المتفق عليه عن الثلاثة الذي آواهم المبيت إلى غار من الجبل، فسقطت على فتحة الغار صخرة من الجبل فأطبقت عليهم، ولم يستطيعوا الخروج منه فقام أحدهم يدعوا ويتوسل بطاعة والديه أن يبعد عنهم الصخرة …".

حقوق الوالدين على الأولاد

حقوق الوالدين على الابناء المتزوجين

أمك التي حملتك في أحشائها وهنا على وهن، حملتك كرها ووضعتك كرها، ولا يزيدها نموك إلا ضعفاً وثقلاً، غذتك بصحتها، تجوع هي لتشبع أنت، وتسهر لتنام أنت، كم أماطت عنك الأذى ولم تضق بك ذرعاً. قال - تعالى -: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء: 23-24]. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله -صلى الله وسلم- قال: ((رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف)) قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخل الجنة)). عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها)) قلت: ثم أي قال: (( بر الوالدين)) قلت: ثم أي؟ قال: (( الجهاد في سبيل الله))[رواه البخاري]. من هما الوالدان اللذان جاءت نصوص الشرع بالبر والطاعة لهما؟ وأي حق أو تقدير للوالدين اللذين أمر الله بالإحسان إليها؟ هما أمك وأبوك.

حقوق الوالدين على الابناء مختصر

[٥] إعانةُ الأبناءِ على فعل الخير: فيدلُّهم على ما يَقومُ به أمرُ الخيرِ، ويعرِّفهم بما ينبغي عليهم أن يجتنبوه من أمورِ الشّر، ويُعينهم على طاعته، فلا يُكلِّفهم ما لا يَحتملون، ولا يُحمِّلهم ما لا يطيقون، ويَستوجبُ في ذلك التنبُّه إلى أمرِ الدِّينِ ونهيه، فلا يكونُ مَطلبُ الأبِ من ابنه مخالفٌ لما جاءَ به الإسلام، فيستدعي ذلكَ حيرة الابنِ وعقوقه، فإن أطاعَ أباهُ عصى ربَّه، وإن عصى أباهُ عقَّه، فالواجبُ على الآباءِ توجيه الأبناءِ بما فيهِ طاعة الله تعالى، وإعانتهم على الخيرِ والبر، فلا يكونُ منهم التَّحريضُ على المعاصي والفسوق، كقطعِ الرَّحم وحبس الصَّدقة، والظُّلم في الميراث. المساواةُ بين الأبناء: المساواة بين الآباءِ مَطلبٌ ضروريٌّ يتحقَّقُ به العدلُ والبرّ، وقد نهى رسولُ الله عليه الصَّلاة والسلام عن التمييز بين الأبناء والتفضيل بينهم في الرزق والعطايا والمُعاملة. إعانتهم على اختيار أزواجهم: إذا بلغَ الولدُ وسعى والده لتزويجه درءاً لفساده نال أجراً؛ ففي زواج البالغِ حفظٌ له من الزَّيغ والفحش، واستثمارٌ لطاقته فيما يحلُّ ويجوز، فإذا أرادَ الزَّواج سعى والده في اختيارِ من تكون له زوجةً ذات دينٍ وحسن معشر، فإذا أعانه في اختياره كانت له عوناً في حياته وتربية عياله.

حقوق الوالدين على الأبناء بعد وفاتهما

  1. من قتل سائق صدام حسين؟ تركيا اضطرت لتشريح الجثة
  2. حجز الأحوال المدنية السعودية
  3. الحجز الخطوط الجوية
  4. حقوق الوالدين على الابناء موضوع
  5. الادارة العامة للقبول وتوثيق الشهادات
  6. حقوق الوالدين على الابناء في الاسلام
  7. حقوق الوالدين على الابناء المتزوجين
  8. ما هي حقوق الوالدين على الابناء

- قصة أويس القرني.... الخطبة الثانية: - وبالمقابل تجد من يجحد حق والديه أول ما تسير النعمة في أيديهم. روي أنه جاء شاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكو والده أنه أخذ ماله، فاستدعى الرسول - صلى الله عليه وسلم - والد هذا الشاب، عندها نزل جبريل - عليه السلام - وقال: ((أسأل الرجل عما أسرّ في نفسه ولم يطلع عليه أحد)) فقال الرجل: غدوتك مولوداً ومنتك يافعاً *** تُعلُ بما تجبى عليك نفسي وتنهل إذا ليلة ذاقتك بالسهم لم أبت *** لسقمك إلا ساهر أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي *** طرقت به وعيني تهمل تخاف الردى نفسي عليك *** وإنها لتعلم أن الموت وقت مؤجل فلما بلغت السن والغاية التي *** إليها مدى ما كنت فيها أؤمل جعلت جزائي غلظة ومضاضة *** كأنك أنت المنعم المتفضل فيا ليتك إذ لم ترعى حق أبوتي *** فعلت كما الجار للمجاور يفعلُ فبكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال للشاب: ((قم أنت ومالك ملك لأبيك)). - وهناك من تدفعه زوجته إلى معصية أمه. - وهناك من يدفعه صديقه لمعصية أبيه. كيف يكون بر الوالدين: - يكون البر بلين القول وطيب الكلام وخفض الجناح رحمة وتقديرا. - الدعاء لهما أحياء و أمواتا. - تقديم الواجب والخدمات لهما ومؤانستهما.

من حقوق الأبناء على والديهم ما يأتي: [٥] أن يحسن الأب اختيار الأم جيّداً ؛ فتكون من أُسرة صالحة طيبة، وأن تكون من ذوات الخُلق والدّين؛ لأنّه لن توجد ذريّة صالحة إلا من زوجة صالحة، ولأنّ الأم هي الخليّة الأولى في الأسرة التي تعتمد عليها تربية الأبناء ضمن أسرة مُتواجدة مُتراصّة مُتكاتفة، فيقع على كاهلها مسؤولية الأبناء من مأكل وملبس، ورعاية من الأمراض، وتربيةٍ قويمة، فهي الرّكيزة الأساسيّة في تربية الأبناء، وتعليمهم الفضائل الإسلاميّة الصّالحة. أن يُحسِن الأب اختيار اسم الابن: يجب أن يكون الأب حريصاً جداً في اختيار أسماء جميلة مُعبّرة عن شخصيّة جميلة راكزة، يُحبّها الابن بعدما يكبر، ويشكر والديه لتسميته لهذه الاسم؛ حتى لا يتعرّض للمضايقات بسببها، ويكون ممنوناً لوالديه على ذلك. أن يقوم الأب برعاية أبنائه ، من احتياجاتهم وتعليمهم علوم القرآن، وتحفيظه، أو تعليم العلوم الأخرى من طب، وكيمياء، وتاريخ وغيرها. أن يقوم الأب والأم بتربية الأبناء على الفضائل الحسنة ، من الصّدق، والأمانة، وحبّ الخير، والشّجاعة، والدّفاع عن الحق، واحترام الكبير والعطف على الصّغير، والالتزام بالوعود والإيفاء بها، وإعطاء الحقوق لأصحابها، وغيرها الكثير من الفضائل الحسنة في الاسلام.

رعايةُ الأبناء حَرصت الأديانُ السَّماويَّة جميعها على تنشئة الأبناء ورعايتِهم رِعايةً شاملةً تقومُ على الصَّلاحِ وحُسنَ التَّربيةِ، وتُؤسِّسُ لِمجتمعٍ فاعلٍ مُتكافلٍ يَقوى على البِناءِ وصناعةِ الكيانِ القويمِ المُتماسك، والإسلامُ بدورِه سَلَّطَ الضوءَ على قضايا رِعايةِ الأبناءِ وتَنشِئتِهم تنشئةً تليقُ برسالة الاستِخلافِ التي تُحتِّمُ على الجيلِ العمَلَ من أجلِ نشرِ الخيرِ وإنقاذِ البشريَّةِ من غياهبِ الضَّلالِ وما تَحمِله هذه الرِّسالةُ من صُعوباتٍ وتحدِّيات. يَستعرِضُ القرآنُ الكريمُ في آياتِه العظامُ صوراً من أصولُ التَّربيةِ وأساليبِها وثَمراتِها، ومن ذلِك ما حوتهَ آياتُه في الحديثِ عن ابني آدمَ (قابيل وهابيل) اللذينِ أثمرت التَّربيةُ الأبويَّةِ بأحدِهما ولم تُؤتِ أُكُلها في أخيه، فكانَ منهما قاتلٌ أرادَ القتلَ ومقتولٌ فَضَّلَ الموتَ على المواجهة، وفي قِصَّةِ إبراهيمَ الخليل عليهِ السَّلام وابتلاءُ اللهِ له باختيارِ إسماعيلَ قُرباناً له، حتَّى أسلَم إسماعيلُ عليه السَّلامُ نفسه لأبيهِ مُلبياً إرادةَ الله وبارَّاً بأبيهِ، فافتَداهُ اللهُ جزاءَ إيمانِهما وصدقِ ما كانا عليهِ، وقد رَسَم الإسلامُ بتشريعاتِه وآدابِه نظاماً مُتكاملاً ومنهجيَّاتٍ شموليَّة تحضُّ على رعايَةِ الأبناءِ وتنميتِهم بأحسنِ ما يكونُ عليهِ المجتمعُ، لتضمنَ حالَ تنفيذِها تنفيذاً سليماً أميَزَ المُخرَجاتِ وأفضلِها وأصلَحِها عطاءً ومناسبَةً للتغيُّراتِ المكانيَّةِ والزَّمانيَّة.

محظورات-العمرة-للنساء